لا تنتــظرها

 
 
لا تنتظرها .... 
فلن أقولها.... !!

أفضل أن تظل عذراء فى مخدعها بين شفتاى ولا تستباح..

وكما قال الشاعر: هل شعرت بروعة الأشياء التي أقولها عندما لا أقول شيئًا..؟! *

عليك أن تراها فى عيناى .. عندما تغفوا فتظللك رموشها..

إقرأها مكتوبة على خطوط كف يدى ..

إحترق بها وهى تخرج مع أنفاسى ..

إلمسها وأنا ألثم وجنتيك ..

تدثر بها بين أحضانى ..

إستشعرها فى لهفتى عندما تغيب ..

إسمعها مع صوت بكائى وأنت حزين ..

إطرب بها وأنا أتغنى بإسمك ..
إنصت .. تمعن .. وتحقق جيدا .. 
فكل تفاصيلى تبوح بها... وكل مسامى تفوح بعبيرها

لكنى لن أقولها..
فلا تنتظرها !!
 
__________________________________
* من "رسالة حب" - نزار قبانى


رفقــــا بـــى !



أيها القاطن خلف ضلوعى ... رفقاً بى
أعلم أنك قد سئمت سجنك..
يكاد يصم أذنى صوت صمتك الصاخب.. وأنينك المكتوم .
أتفهم تطلعك إليه .. أعرف أنك تتوق لحريتك ..
لكن لابد وأن تعلم  يا مستحيلى أنك  قد عشقت مستحيلاً ..!!
لن يزيد عشقك إلا ألماً ... وغناءك أنيناً .. ولهفتك لوعةً ..
سيقتات على حبك لا يأبه إلى جوعك ..
وينهل من عشقك غير مكترث بعطشك ..
 ليتك تعلم أن سجنك أوسع من براحه..
وحزنك أكثر بهجةً من ضحكاته.. 
 وجناحك المكسور أحن من أحضانه  ..
جنونك به يؤلمنى ..
 شغفك به يمزقنى ..
 ثورتك تكاد تحطم ضلوعى ..
أيا وجعى الذى يسكننى ..
رفقــا بــى


وحــــــــــــدة


وقفت تنظر وتتأمل نفسها فى المرآه.. وكانت قد أخذت لتوها حمام بارد يبعد عنها لهيب الصيف

لطالما كانت تحب أن تفعل ذلك .. 

تتأمل نفسها فى المرآة بعد خروجها من الحمام وهى عارية

تشعر أنها إنسان جديد .. برئ .. وكأن الماء قد أزال طبقة مرهقة  ...بتفاهات وهموم وأقنعة يوم طويل


لتظهر طبقة جديدة من تحتها .. لإنسانة جديدة .. هكذا كانت دائما تشعر ..


نظرت لشعرها المبلل .. وقطرات الماء تتساقط على كتفيها ثم إلى باقى جسدها كأنها أصابع خفية تتحسه بعشوائية ...


تشعر برعشة خفيفة تتخلل جسدها المبلل .. تبتسم ..


هى تعلم حقيقة أنها ليست بالمرأة الجميلة .. ولكنها كانت على ثقة بأنها إمرأة جذابة ... 

و رغم ذلك كانت تشعر بالوحدة ....

أخذت تدور يمينا ويسارا تتأمل جسدها العارى الممشوق المندى... 

تشعر بتسارع ضربات قلبها .. 
الجسد يصرخ ...

احضرت شالا حريريا أحاطت به خصرها .. أدارت موسيقى راقصة على لحن لأغنية لأم كلثوم .. 

وبدأت تتمايل ....

وأخذت ترقص .. وترقص .. وترقص ... وتدور فى أركان الغرفة .. حتى شعرت بالتعب .. فتوقفت .. 

هدأالجسد .. وحلت السكينة..

ومع تسارع دقات قلبها ... نظرت فى المرآة مرة أخرى .. والعرق يغطى جسدها


لابد من حمام جديد

 

فـى محـراب الحـب





أيا إله الحب

كف عنى شيطان غرامك !


يزين لى أن الطريق لدخول جنتك .. هى الكلمة!


أن أترك الدنيا وأقف بين يديك .... وأقولها


وهل ينتظر الإله كلمة؟


ألا يعلم ما تخفى القلوب؟


ألا يكفيك قلبى قربانا؟

و جسدى عرشا؟

ومشاعرى مسبحة تحصى بها نساءك


ألا يكفيك أنى وهبت لك عمرى أقضيه فى محرابك


قالوها قبلى وذرفوها دمعا .. ولم تشفع لهم


لا ... لا أريد أن أقولها ثم أكفر بك


إتركنى أتلو فيك صلوات محبتى فى خشوع وصمت


ولا تنتظرها...

 

إحتمــــالات






ترى .. ماذا يمكن أن يحدث لو افترقنا؟؟

من المحتمل أن تطوى صفحتنا بهدوء
حتى بدون أن تضع عليها علامة
فأنت لست من يعود ليتصفح صفحات مضت من حياته
وتبدأ صفحة جديدة
تسطر فيها إسماً جديدا

يحتمل أيضا أن تمضى .. بعد أن تلقى على تحية وداع رقيقة
وقد تطبع أيضا على وجنتى قبلة
وتمضى دون أن تنظر  للوراء
لتلوح بيدك وتمنحنى فرصة التطلع إليك للمرة الأخيرة

هناك إحتمال ضعيف أن تقف قليلا 
لتمنح اللحظة ما تستحق
فما كان بيننا تاريخاً .. صفحات وليس مجرد صفحة
قد أرى نظرة حزن فى عينيك .. أو دمعة قد تغافلك رغما عنك
وأنت تلقى على مسامعى كلمات قليلة تعبر عن حزنك لفراقنا
وكم كان وجودى ساطعا فى حياتك
وكيف ستتذكر ضحكاتنا وصباحاتنا
لحظات الجنون ولحظات المرح
لحظات الشجن ولحظات الألم
وكيف ستتذكر رائحة عطرى ولون عيناى وملمس شعرى
وأمانيك المستحيلة بأن تختزل سنواتنا فى لحظة
تختزنها فى قلبك وعقلك

أقول إحتمال .. مجرد إحتمال
أن تخبرنى أنك لن تسمح لها .. أو لغيرها بأن يأخذ مكانى
لأنى لا أتكرر!!

إحتمال !!

أما أنا ...
إحتمال ضعيف قد يرقى لمستحيل
أن أقتنع .. بأن لكل شئ فى الوجود نهاية
حتى نحن
وأتركك ترحل فى هدوء
دون أن نغرق سويا فى دموعى
دون أن اترجاك أن تعيد النظر فى الرحيل
دون أن أصرخ فيك .. أشرح لك كيف سيكون حالى فى غيابك
لمن سأنظم أشعارى؟؟!!
لمن سأسدل شعرى وأرتدى ثوب الفرح؟؟!!
من سيرقص على أنغام قلبى؟؟!!
من سيطرب بغنائى
كيف سأستقبل صباحاتى دون شمسك
كيف سأكون دونك؟؟  ...ألست أنت أنا؟؟
والأنا لا تحيا دون أناها الآخر
فبدونك
لن يكون لضحكاتى صدى
لن يكون لكلامى صوتاً
لن يكون لحروفى معنى
لن يكون لوجودى سبباً
إحتمال !

هناك أيضا إحتمال أن أتخيل أنه لا شفاء منك .. إلا بغيرك !!
فألقى بنفسى لأول نظرة حب عابرة
أستكين لأول لمسة حانية من أحدهم
لأول عابر سبيل حب
لأجدنى رغم ما يمنحنى من عشق
أناديه بإسمك!!

إحتمالات .. إحتمالات .. إحتمالات
لكن يظل الإحتمال الأكيد الآن
ولفرط خوفى من فكرة أننا قد نفترق
أن ما كتبته الآن
مجرد هذيان على الورق
!!!!!!


مقدمة ( 1 ) .... بقلم الكاتب والروائى عبد الهادى زيدان

خلود السيد قلم غض..مدهش..متدفق..يتقن التامل ويبحر في الأنفس و يعزف علي وتر الحياة راغباً في كسر لوحة رتابتها وتضميد ما ألم بها من جروح والغناء علي شواطئها المهمومة ألقاً وبهاءاً وترنماً...خواطرها إبتهالات عشق صوفي محب للحياة وراغب في التصالح معها..أفكارها بعثرات نفس باحثة عن روح الحياة المفعمة بالغربة تارة وبالإغتراب تارة أخرى .... تعرف قيمة الكلمة ..تتآلف معها.... تصاحبها..تعانقها... تلامس من خلالها السماء..أمنياتها بسيطة ...ثائرة و هادئة كموج البحر... الحب في خواطرها وقصصها القصيرة واحة إسترخاء ومتكأً للإرتياح وقيثارة تملأ الكون أنغاما فتتبدل معه الفصول.......هو لحظات إحتواء للنفس ولمن إقترب منها .. لحظة تذيب الأنا وتستبعد الأنانيه وترتقى بالأنفس ندية ومشاطرة وتقاسم حتي لخبز الأسي ونزع للأقنعة وترفق متصافي .... هو كتابة علي جدران القلب وسكن في محراب الهوي وأوراد في ملكوت الوجد ووأد لنظرات أحادية الجانب وخضوع متشامخ وإستسلام متسامي وتباريح تقض مضاجع الرحيل وصمت متكلم ووهم بطعم الحقيقة.. كتاباتها تمزج الحلم بالواقع وتعكس مرآة القلوب وتخاصر الوحدة وتلوذ بالأساطير وتسكن الحنين وتحار في قدرية الوجود وتداعب الأحلام المؤجلة وحق الوجود مستصرخة روح الانسان التي تأبى أن تكون ألعوبة في زمن تساقطت فيه الكثير من الأقنعة... كتاباتها تحتاج منا لمزيد من التأمل لقلم لا يتوقف عن الجريان ....


مقدمة( 2 ) .. كتاب تباريح - بقلم الكاتب والروائى أسامة الشاذلى

صاحبة هذا الكتاب ليست كاتبة محترفة، تستخدم أنماطاً وقوالب معروفة للكتابة... فقط هي قلب يكتب، ينبض فيكتب، يجعله الحزن بطيئاً ينثر حروفاً تحمل بين طياتها الآلم والجرح، يجعل الفرح نبضه يتسارع، يقفز القلب ويشكل من الحروف بالونات وزهور تغزل إبتسامات لا متناهية على روح قارئها.
كتاب (تباريــح) "حين تتكلم النساء" كتاب مختلف تحمل كل أقسامه إحساسا أنثوياً خاصاً، ترويه إمرأة شرقية عاشت كل ما عاشته المرأة الشرقية من جور وتعسف فتحدثت فتحت قلبها وقالت ما فيه، شهرزاد أخرى في القرن الـ21 تروى لنا ما فعله شهريار من خلال ألف إحساس وإحساس هذه المرة. ولكنها في النهاية لم تنجو من السياف، ولكنها ستذبح الصمت وتمثل بجثته بين صفحات كتابها لأنها قررت الكلام.
متحيزاً أنا للكتاب وما يحويه تحيزى لوليد حضرت ميلاده وعشت لحظاته الأولى، قد لا أكون من عشاق التصنيف النوعي للأدب ما بين ذكوري ونسائي، لهذا لا أعتبر شهرزادنا هذه المرة تقدم كتاباً للمرأة، بل كتاباً للرجل أيضاً يكتشف فيه كثيراً مما غاب عنه في تفاصيل النساء، يعرف مجهولاً وضعته الكاتبة خلود السيد بين أيدينا دون مجهوداً نبذله سوى القراءة، أسراراً ومشاعر بذلت فيها عمراً بالكامل ، لتبث لنا فيه تباريحها، وتتحدث النساء علهن لا يصمتن بعد الآن.

مقدمة ( 3 ) .. لم تنشر - بقلم عزة عميرة

صديقتى هى ورفيقة عمرى...كل ما أعرفه عنها انها قلب ينبض بالحب.. أنها جارة القمر ...فيروزية النزعه...مقاتلة...لا تستسلم لحزن لا ترتكن عندما تمر بها سحابات الإكتئاب دائما أبدا هى تقف أمام كل تحديات الزمن...مشرقه دائما ....متحديه كل العثرات.....هى صديقتى خلود السيد.. قلمها فاجأنى منذ نحو العام وكأنى لم أعرفها من قبل هى كما هى ولكن مابين خلجاتها أصبح فى سطور مقرؤه.....قرأت وأدمنت قلمها فوجدتنى أحبها ولن أكتفى ....دائماً أفكارها متفردة ولم أجد أبداً لها أفكار مبعثرة....هى دائما باحثة عن وطن ووطنها هو محراب حبها...تجدد أمنياتها صباحاً ومساءً ...باعثة الأمل أو مرسله لحن حزن أو حضن دافىء بين الكلمات.....تشعر وانت تقرأ لها...أنك ترغب فى التوسل لها قبل الرحيل أن تعاود مرات ومرات ...لنعايش رسائل حبها ونغوص فى عمق قصائدها....وتصمت احيانا أخرى وانت تقرأ وتتوقف الأنفاس.....جريئه هى فى التعبير عن أحاسيس المرأة وكأنها أخذت توكيل عام من نساء الكون لكى تعبر عما بداخلهن مسقطه بذلك كل الأقنعه...وفى غفلة منا أدمناها فتمرض هى به فنمرض نحن بها....نعتنق معها كل تعاليم حبها ربما نجد فى قلبها مكان....تكشف لنا حتى عن أحلامها المؤجلة...وتسرد لنا قصة يتمها الذى ولى بتوليه هو عرش قلبها...أنه فارسها الذى يعيب كل الرجال انهم ليس هو......وبعد قد تظن انك قرأتها...ولكن هيهات فلا زال بداخلها صرخات وحكايات مع المرايات.....وحكايات تمت واخرى لم تتمأنها حقا وهمٌ بطعم الحقيقه ...ورغم كونها حقيقه ملموسه فى حياتى أكاد أشعر أحيانا أنها وهما من كثرة ما لديها من طاقات واحلام لم تكتمل بعد ...صديقتى الفيروزيه الشجيه القويه الناعمه الحالمه المتصالحه مع واقعها...الصانعه عالمها والمحققه أمنياتها...والمقاتلة .... الآن أصبح للحب خلود ...