علــى مقعـد الانتظـار



كنت قد تنبأت بأنه سيأتى عليك يوم وترحل .. فاحتفظت بشراشفى التى تحمل ندى جسدك ورائحة جلدك .. أتدثر بها فى ليالى الوحشة .. أدلف داخلها حتى رأسى .. أستنشق عبير رجولتك  .. حتى تراق آخر قطرة حنين فى جسدى
ترى ماذا تفعل أنت فى ليالى وحشتك ؟؟ أتراك تفتقدنى أيضا؟
أم أن هناك من إحتلت مكانى بجانبك ؟!!  
ترى هل تناديك بـ "مليكى"  مثلى؟
هل تسافر أناملها فوق جسدك لتتفتح مسامه وتزهر عشقا كما كنت أفعل؟؟
هل تعرف كيف تتعبد كالراهبات فى محرابك؟؟؟
هل تسهر كالغانيات فى لياليك؟؟
هل منحتك خارطة قلبها لتكتشف كم كان قاحلا مهجورا قبلك؟؟
هل تلعق دموع ندمك فى كل مرة تعود اليها حاملا إثم خيانتك؟؟
دعها تعيش لحظات الوهم الجميل وتنهل من عذب أكاذيبك وتغرق فى بحر خديعتك
ولكن تذكر .. أن أحضانى لازالت كماهى فى إنتظارك
أغلقتها بعد رحيلك وأقسمت أن لن يسكنها غيرك
لازالت بدفء أنفاسك .. وعرق جبينك .. ومذاق شفاهك
فأنا على يقين بأنك عائد 
لا محالـــة



مقدمـــة "تباريح" بقلم أميرة عبد الله





شرفت بأن الأستاذة - والصديقة -  أميرة عبد الله المحامية القديرة والكاتبة البارعة والصحفية اللامعة قرأت كتاباتى المتواضعة فى أول محاولات لى للكتابة منذ أن دخلت عالم الفيس بوك .. وزادتنى شرفا بأن كتبت لى مقدمة كتابى الأول "تباريـــح" ... مقدمة الأستاذة أميرة كتاب بحد ذاته .. أبحرت فيه فى ذاتى وغاصت بين السطور لتكتشف فى النهاية أعماقى لتطرحها باسلوبها البسيط الشيق والعميق
عندما تقرأون مقدمة أميرة عبد الله .. تقرأونى وتسافروا فى رحلة سريعة عبر كتابى
شكرا أميرة عبد الله
**************************************


حين تتكلم النساء
ما قبل المقدمة !!!

 هل تصلح تلك الكلمات مقدمة للكتاب الذي ستنشره صديقتي خلود !!! والامر بدأ حين طلبت مني صديقتي كتابة مقدمة لكتابها التي تنوي نشره ، لم افكر كثيرا ووافقتها ، كنت اظنها مهمة سهلة فانا قرات معظم نصوصها وقت نشرها واحببتها ، فظننت واهمة ان المهمة يسيرة ولن تزيد عن كتابة بضعه كلمات تشيد بسطورها – وهي حقا تستحق الاشادة – وينتهي الامر ..
ارسلت لي خلود نصوصها التي ستنشرها في الكتاب ، ساعيد قرائتها حتي اذكر نفسي بحبي لتلك السطور واشرع بعدها وفورا في كتابه مقدمتي القصيرة وارسالها لها ، هكذا قلت لنفسي .. لكن قراءة النصوص متتابعه متلاحقة كشف لي براعة تلك الكاتبة ، ليس فقط في الكتابه ، بل كشف لي براعتها وقتما بعثرت قضيتها ورسالتها بين النصوص المختلفة وكان كل نص منفصل عن الاخر ، لكن النصوص وقتما تشابكت اوضحت انها وجوه متعددة لقضية واحدة ، كل النصوص تحمل نفس الهم ، كل النصوص تقول نفس الرسالة ... كل النصوص تشكل معا صورة كبيرة واضحه المضمون والمعني !!! نعم كل نص قائم بذاته وجميل ، لكن الاجمل تشابكها في جدارية واحدة لها مضمون ورساله واحده قوية !!!
ولم يعد ممكنا الاستسهال وكتابه بضعه سطور للاشاده بالكاتبه ونصوصها والاكتفاء بذلك ، بل اصبح واجبا علي قراءة مضمون النصوص وكشف علاقاتها الوشيجة والاحتفاء بالرسالة الواضحه التي حملتها النصوص معا علي عاتقها ، اصبح واجبا اعطاء تلك الكاتبه البارعه حقها في قراءة نصوصها في تشابكها وتفاعلها معا تناقضا والتقاءا دعما واعيا من الكاتبه لرسالتها ، هي لا تبغي الا توصيل رسالتها للقاريء ...
 ويا صديقتي الكاتبة البارعة ، كشفت نصوصك المتشابكه عن براعة ومكر ، ليس فقط في الكتابه والصياغه والتحرير بل وفي الامساك الواعي بمضمون واضح هام جدا ، ليس لكي فقط ، بل لنا جميعا !!!
اقرءوا نصوص خلود وانتبهوا لقدر موهبتها وبراعتها في التعبير متعدد الصيغ والطرق والادوات عن رساله واحدة تؤمن بها بمنتهي القوة واليقين .... انا موجودة وساظل!!! 
=====================

انا موجودة وسأظل
حين تتكلم النساء

حين اقرأ لها اسمع صوت النساء اللاتي لايسمعهن احد !!! صوت مرهق باعباء الحياة الكثيرة التي تستهلك النساء في دوماتها فتنساهن الدنيا وينسوا انفسهن في نفس الوقت!!! حين اقرأ لها اسمع ذلك الصوت المرهق المثقل باعباء الحياه وهموم الروح يهمس  "انا موجودة وسأظل" ، فالنساء وهي اولهن لا يرضخن للنسيان ويتمردن عليه وعلي الالغاء والمحو  والانكار بقوة ودأب وشموخ وثقة  ، يتمردن علي الالغاء والاعتقال في اطر خرساء مفعول بهن فيخرج صوتهن هامس لكن قوي "" انا موجودة وسأظل ""...
هي تكتب بهدوء ودأب ونفس طويل و باستمرارية ، ليس مهم عدد الكلمات ، ليس مهم عدد النصوص ، لكنها تكتب وتكتب ، تكتب لان الكتابة هي وسيلتها المحببة لتحمل الحياة والاستمرار فيها ، الاستمرار في الحياه بالطريقه التي تحبها والتي تستحقها ، تكتب لانها صاحبة رسالة ، حتي لو كانت تحملها بغير ارادة وبغير قرار ، رسالة ضرورية تقوي بها نفسها ، تقوي بها الاخريات "" انا موجودة وسأظل""  ربما صوتها وصوتهن يعلو ويعلو فيسمعهن الاخرون ويحترموا وجودهن ويفسحن لهن – برقة واحترام -  مكانا تحت الشمس !!! 
هي تكتب وتكتب لان الكتابه هي وسيلتها الممكنه للبقاء حية فاعلة ، الكتابه وسيلتها للرحيل للاحلام (( وبعدما أدركت هى أن كل تلك الأحلام عن الحب والعش الصغير هى مجرد أكاذيب لترويج قصائد الشعر وقصص الحب ..ولد الحلم ... حلم الطيران .. حلم الرحيل )) لكنها لاتعيش حلمها و اجلته  بوعي وارادة ، لماذا ، لانها لاترغب في هدم المعبد فوق رؤوس الجميع ، ولا تحارب طواحين الهواء ، تدرك دورها في حياه الاخرين واهميته لذا ((وضعت الحقيبة فوق خزانة ملابسها وبين الحين والآخر تتطلع إليها ليظل الحلم يراودها سنوات طويلة ظلت تنظر لتلك الزهرة الجميلة التى شاء لها القدر أن تنمو بأحشائها منذ الليلة الأولى وهى تكبر  وتنظر للحقيبة الصغيرة  ولا يزال حلمها مؤجلا )) لكن تأجيل الحلم لايعني تأجيل الحياة والوجود ، فجاءت نصوصها المتلاحقة تؤكد علي ادراكها الواعي لاهميه وجودها – كما تحبه – لنفسها فتحافظ عليه بنفس الاعتزاز والاهتمام والدأب ، هي لاتحارب ولن ، لكنها لن ولم تبقي اسيرة ، هي كسرت الاغلال التي كانت تقيدها وروحها ، كسرتها وقالت وستقول ، كسرتها وتحررت وستقول كل ماترغب فيه ، فهذا ااقل قدر من الحرية التي تعيشها لكنها لن تفرط فيها ابدا ، هي تبوح بمكنوناتها ، بضعفها بوحدتها تشير لمكامن قوتها وتميزها ، فقط تخزق عين الجميع بوجودها ، ""انا موجوده وساظل !!!"" ..
حين اقرأ كلماتها ، اسمع صوت النساء اللاتي سكتن طويلا ثم نطقن بعدما طال الخرس وفاض الكيل ، اسمع صوتها ينهمر كالامطار المنعشة من كلمات نصوصها ، تلك النصوص المتشابكه ، والتي ترسم الكاتبه بها معني ومضمون رسالتها ، هي ليست رساله الرفاهيه والملل ولا رسالة الحنق والمرارة ، هي رساله الوجود والمحافظه علي الحياة ... نصوصها تتشابك تتقاطع احيانا تبدو متناقضه ، لكنها في النهايه تتكامل وتكون صورة واحده واضحه ..احلم بالحياة وحتي احقق احلامي "انا موجودة وساظل!!!" 
كاتبتنا ، لم تملأ اسطرها بالهموم الانثوية والوجع النسوي  والدموع ولم تستجدي التعاطف والشفقة ، سطرت باحرفها وكلماتها مايفصح عن بصيرة ورؤيه عميقة لما تعيشه وتحسه هي وكل النساء ،  هي تعرف مالذي حدث في حياتها وحياة الاخريات ، تعرف كيف تسير حياة النساء ، تعرفه تفهمه تفهم اسبابه ، وتعرف كيف ستتغلب عليه وتقاومه .... في نصها "علاء الدين والجنية" تقول ((كنت فى الزمن البعيد أنعم بحريتى  ، أطير بين الأمانى والأحلام  ..... حتى جاء من أضاع أحلامى وقتل ضحكاتى وشتت وطنى وسجننى سنين لا اعرف لها عددا .. حتى شكل السجن لى ملامح جديدة وحفر فى قلبى قضبانا من حديد ))  تشرح مأساة الجنية التي كانت تنعم بحريتها ثم ضاعت احلامها ، تشرح مأساة كل جنية اعتقلت داخل مصباح علاء الدين طويلا لدرجه انها "" حاولت الطيران فوقعت " حين خرجت منه وتحررت !!!!  وتعرف كاتبتنا ايضا المصباح الذي اعتقل جنيتها وكل الجنيات واضاع احلامهم فتتسائل في نصها "مريضة انا بك" تتساءل  ((قل لى أيها الرجل ... أترانى مريضة بــك ؟؟!!! )) تتساءل لكنها لاتترك له فرصه الرد وتقرر بحسم في عنوان النص انها  ((مريضة انا بك )) هي تعرف الداء ومصدر الوجع  وتعرف ايضا ببصيرة نتائج ذلك الوجع ونتائج ضياع الاحلام حين تقول في نصها المعنون "وحدة" ((ولكنها كانت على ثقة بأنها إمرأة جذابة ، و رغم ذلك كانت تشعر بالوحدة )) فحين تضيع الاحلام بسبب الاعتقال في مصباح علاء الدين لن تشعر – هي او غيرها – الا بالوحدة !!! نصوص ثلاث متشابكه تقول فيهما الكاتبه اصل الحكاية التي تعيشها وتعيشها النساء ، الاعتقال وقضبان القلب فضياع الاحلام فالشعور بالوحدة  !!! 
في نصوصها ، توضح الكاتبه اوجاعها ، لا تنكرها ، لا تتسلل للوهم وتعتكف فيه وتنكر واقعها ، هي تري الواقع الذي يوجعها وتشرح تفاصيله وتفسر لنفسها قبل قراءها غموضه حتي تقوي للتغلب عليه ، في "حكايه مراية"  تقول (( أما الآن ... أنظر للمرآه وأحاول أن أتبين ملامحها فلا أعرف ... كل يوم أحاول جاهدة أن أتبين ملامحها لا أعرف .. أتحدث إليها لا ترد .. فقط أراها تحاول أن ترسم وترسم ولا تستطيع ، شعرت بوحدة بدونها .. فأمسكت بزجاجة العطر .. وقذفت بها المرآة .. لتنكسر .. وتبدو ملامحها أكثر تشوها بين القطع المكسورة ، وأمضى للبحث عن مرآه جديدة))  هي في الحقيقه لاتبحث عن مرآه جديدة ، بل تبحث عن اخري جديدة تتمني تراها في مرآتها كما تحب تراها ، ايضا تبحث عن عين اخري تري حقيقتها ولاتكتفي بصورتها الخارجية مثل المرآة الجماد التي لاتملك رهافه البصيرة والنفاذ لاعماق الروح !!!! هي لا تتمرد علي المرآة بل علي ماتعكسه المرآة !!! وسرعان ما تجد مرآتها التي تعكس صورتها الحقيقية ، في  "انا ومرآتي"  تقول ((ي رعان ما تجد مرآتها التي تعكس صورتها الحقيقية ، فذ لاعماق الروح  تراها في مرآتها كما تحب تراها !!!! عليه ، في حكايه مراية تقول  أمسك يدى ونظر إلى نظرة غمرتنى باحساس وكأنه وضع على كتفى شال صوف فى ليلة باردة ثم قال: "صورتك فى عنيا زى صورتك أول يوم شفتك فيه ... مشرقة .. مبتسمة .. عنيكى بتحكى أجمل الحكايات ، دفنت رأسى فى أحضانه أخفى دموعى )) هذه هي المرآة التي تبحث عنها وترضيها ، التي تراها مثلما هي ، التي تنفذ ببصيرة لاعماق روحها وتسمع من عينيها اجمل الحكايات ، انه الحبيب الذي تسقط امامه جميع الاقنعة حين يقول لها "أنا اعشق فيكى كل شئ وأى شئ" ، انه الحبيب الذي تناشدة " أيا وجعى الذى يسكننى .. رفقا بى " ... لكن الكاتبه في نصوصها الكثيرة تتسائل اين الحبيب ... تتساءل الكاتبه في نصها "صرخة" بلوم وعتاب للحياة ، اين الحبيب ؟؟ وهل هو  ((شريك الفراش)) الذي لم يسعدها ام انه (( شريك الحلم )) الذي همس لها في الحلم ((هيا يا زهرتى .. تفتحى )) ، وتعود وتشرح ان الحبيب الذي تري نفسها جميله في عينه ، مرآتها ، هو اكثر من شريك الحلم ، هو  قدرها الذي تناشده في نصها الحميم   " وهم بطعم الحقيقه " – (( إقترب ولا تبتعد ، أرسو ولا ترحل ، اسكن ولا تهجر ، ولنترك الأمر ليد القدر ،  ولو أنى على يقين يا عمرى ، أنه .. أنا وأنت ... قدر )) لكن الكاتبة تعرف ان الحبيب القدر يراوغها فيعيشها الوهم بطعم الحقيقة ويلون الحقيقه بلون الوهم ، هي تفهم هذا وتعرفه وتعرف قدرها المرهق ، قدرها كما قالت في نصها "فتات حب "  الانتظار  (( يبدو أنه مقدر لى أن أقضى العمر فى الانتظار ، أراك توزع صباحاتك و أنتظر صباحى ، توزع ابتساماتك وأنتظر ابتسامتى ، ترد على رسائلك وأنتظر رسالتى ، ترسل تهانيك وأنتظر تهنئتى ، تبعث بباقات الورد وأنتظر وردتى ، بالكاد أحيا على فتات حبك ،  ولولا رشفة من الأمل للفظت نفسى الأخير فى عشقك )) الكاتبه تعرف الداء والدواء ، وتنتظر وتتمني الحقيقه جميله كالوهم والواقع جميل كالحلم المؤجل وتنتظر وتنتظر ، وفي انتظارها وحلمها هي حية وفاعله وموجودة وستظل !!!!
نعم ... تشعر كاتبتنا – مثل غيرها من النساء – بالاحزان والوحدة والقهر من الحبيب الذي ياتي احيانا في الحلم ويفر كثيرا في الواقع ، وتعرف ايضا مايسعدها ويحقق احلامها ، لكنها تدرك ببصيرة وخبرة ان مايسعدها يخبو ويسطع ، يقترب ويبعد ، ومابين هذا وذاك (ذبلت الوردة التى كان يفوح عطرها فى كل مكان تتواجد فيه .. إنطفأت الضحكة التى كانت تملأ الدنيا بهجة ) لكنها تنتبه لخطورة مايحدث فلا تكبت اوجاعها ولاتنكر مشاعرها بل تبوح بامنية وكأنها الحقيقة فتقول ((لقد ودعت حزنى ووحدتى .. وضعت تقويما جديدا يبدأ منذ سكنت قلبك أيا نفسى .. سأكتبك قصيدة أودع بها عمرى الماضى ... قبلك)) هنا تكشف عن امنيتها في الحياة الجديدة التي تصبو اليها ، هي الحياة الجديدة التي يشاركها فيها من تسكن قلبه ، لكن الواقع لا يحقق الامنية ولايمنحها تلك الحياة الجديدة ولا يتركها تهنأ بالحبيب الذي لايراها فترجوه ببساطة ووضوح يراها ويبصر روحها وينتبه لمشاعرها وحالها ((أما كفاك تضرعى .. إعتكافى فى محرابك أجثو أمامك كل ليلة أرجوك أن ترحم لهفى أستحلفك أن تنظر إلى حالى وتقبلنى بين أتباعك )) لكن الحبيب المنتظر لا يمنحها مثل الحياة ما تتمناه فتلح عليه توضح له قدر خسارتهما معا وتنبهه لما يضيعه من عمرهما ((إلى متى سيظل جسدى مطفأة لشغفك وكتفى حائطا لمبكاك وقلبى سلة لمشاعرك المهملة أنهكنى الوقوف بجانب حائط الانتظار توقف .. وتدبر ... وأعد حساباتك .. وكفانا عمرا يضيع فلا مكان لفارس مثلك ... سوى ساحات قلبى )) وبالحاح المحب القابض علي احلامه بكل قوة واصرار تتوعد الحبيب بالرحيل بلغه رقيقة كانها تنبه لخطوره الفقد ، كانها تحثه يحس بها ((معك توقفت عن الحلم .. وكيف لى أن أحلم وأنت الغاية والمنتهى ... فرجاءا قبل الرحيل أعد لى ذاكرتى وأعد لى هويتى )) وتتمناه ايجابيا يفهمها ((لا تنتظرها .... فلن أقولهاأفضل أن تظل عذراء فى مخدعها بين شفتاى ... ولا تستباح ، وكما قال الشاعر: هل شعرت بروعة الأشياء التي أقولها عندما لا أقول شيئًا ، عليك أن تراها فى عيناى لكن لن اقولــها فلا تنتظــرها )) وحين تيأس منه تصرخ ((حسنا .. سأبتعد سأغلق أحضانى على نفسى  وأعود لوحدتى مرة أخرى سأغلق نافذة الأمل )) وحين تيأس منه وقبلما تفقد الامل فيه وفي الحياة تحتمي بحلمها الذي يقاسمها جماله بديلا للواقع الذي اضاع فيه اعمارهما فتهمس برقة ((أريدك كل شئ .. وأى شئ .. ها قد غلبنى النعاس .. ولابد أن أترك القلم ... لنتقابل مرة أخرى فى الحلم )) لكنها تعرف ان حلمها مازال مؤجل فنعود مرة ثانيه لنفس البداية ((((وضعت الحقيبة فوق خزانة ملابسها وبين الحين والآخر تتطلع إليها ليظل الحلم يراودها سنوات طويلة ظلت تنظر لتلك الزهرة الجميلة التى شاء لها القدر أن تنمو بأحشائها منذ الليلة الأولى وهى تكبر  وتنظر للحقيبة الصغيرة  ولا يزال حلمها مؤجلا )) ...
لم تكتفي الكاتبه بالفهم والتشخيص ولم تقبل الانسحاق كنتيجه وحيدة للداء ولم ترضخ للهزيمة ولم تقبل اثرها علي روحها ، الكاتبه لم تقف خلف تلك السياج المفروضه عليها تبكي ، بل تمردت بقدر ماقويت علي ذلك الواقع ، تمردت في ثلاث نصوص اخري تشابكت وتقاطعت لترسم بكلماتها واحرفها شكل تمردها وتمسكها بوجودها بحياتها ( هي والحنين وفيروز ) ، ( الحلم والحقيقة ) ، ( نعم هو الوأد )  ، في النصوص الثلاث تمردت وتشبثت بحقها في الوجود والبقاء والتحرر من الاسر والقضبان والتمسك بالحلم ولو كان مؤجل ، تشبثت بالحياه تعالج نفسها بنفسها ، تاره بالذهاب للبحر حبيبها ومعها فيروز ((القت اليه بهمومها ، غسل عنها احزانها )) وتارة بالاحلام التي تهون عليها الحقيقة ((إلا أنها لا تشعر بأى نقمة أو غضب هذا الصباح تنظر فى المرآه تتحسس مكان القبلة تتردد قليلا فى غسل وجهها مرددة بينها وبين نفسها  ما أجمل الأحلام)) وتارة بالاستقواء حتي علي نفسها وعلي مشاعرها (( سأتعلم أن أعيش بدونه ، حتما ستكون حياتى  أفضل ، سأكون أقوى ، بلا دموع .. بلا ألم ، بلا حنين أو اشتياق ،  بلا حب )) ... نعم هذه ليست افضل الحلول التي تطمح لها الكاتبه ، لكنها الحلول الممكنه التي تبقيها حية وموجوده وستظل طالما بقيت الاحلام مؤجله !!!
هذه هي رسالتها التي تقفز من بين حروفها وتشعل حرائق الحماس وتطيل العمر  وتزيد المناعة ... رغم تأجيل الاحلام ، فانا موجودة وساظل !!! وهي رساله خطيرة ، يخاف منها الضعفاء والمرتعشين ، يخاف منها الطغاه والجبابرة ، فمااشق ان تواجه اخر ، اعيتك الحيل في قهره ، فبدي وكانه استسلم للقهر لكنه في الحقيقه احتفظ بجذوة تمرد اسكنها روحه وقلبه وابتسامته وكلماته ، هو لايحارب ، لا يقاتل ، لا يبحث عن مجد ولا ساحات يرفع عليها رايات انتصاره ، كل مايصبو اليه فقط يستمر يتنفس ليحافظ علي حياته ووجوده وقيمته حتي امام نفسه ومع نفسه ، هنا يتحول الشهيق والزفير لاداة مقاومه فذة لاسبيل للسيطره عليها ولا هزيمتها !!!  هذه هي خلود ونصوصها !!!
حين اقرأ لها امتن للحياة التي منحتها فوق قدرتها علي التمرد براعة في التعبير عن نفسها ورشاقه في اختيار الالفاظ والمعاني ، فصارت خير  سفير لهؤلاء ممن يعيشوا خرسا جبريا ومحوا عمديا وعاجزات حتي عن التعبير عن انفسهن ، هي تعبر عن نفسها وعنهن ، بهدوء وثقه وفرحه طفولية ، حين تكتب كلماتها الرشيقة العميقة ، لم تنتظر احد يقرأ لها ، وهل يحتاج الانسان الحي لمن يشيد ببقاءه علي قيد الحياة ، هي تكتب لتقول وتبوح وتفرح وتعالج جروحها وتطيب اوجاعها ، هي تكتب لتشكو وتتشاجر وتنتقم وتلوم وتقسو ، هي تكتب لتحن وتحب وتشتاق وتفرح ، هي تكتب لتبقي علي قيد الحياة موجوده فاعله ولو لم تدرك الدنيا حقيقتها ، لا يعنيها فيكفيها ماتعرفه عن نفسها ويسعدها ويبقيها حرة  و موجوده !!!!
هي تتحدث هنا بالسنه جميع النساء اللاتي يهربن من فظاظه الواقع للاحلام ويؤجلن الاحلام بمنتهي المسئولية للحفاظ علي الواقع وبين الهروب والحلم وبين تأجيل الحلم والواقع ، شهيق وزفير وزفير وشهيق واستمرار في الحياه بلا انكسار بلا هزيمه ، استمرار فاعل في الحياة يؤكد الرسالة التي تعتنق جميع النصوص مضمونها ... " انا موجودة وساظل " !!!
وياكاتبتنا البارعه ... سعيدة بنصوصك ورشاقتها واكثر سعاده برسالتك التي تحمليها واقيا لنا جميعا من عسف الحياه معنا واستقوائها علينا ... نعم كل منا تهمس بقوة وتمرد " انا موجودة وساظل " !!!!




تبـــاريح (2)



وتمضى بى رحلة الليل وأنا اسافر عبر موسيقاك المهداة ..
تحملنى أنغامها حيث أنت ..
لأطبع على وجنتك قبلة المساء ....
وأعود قبل أن ينتهى المقطع الأخير

*****

قطار الليل يمضى بطيئا .. 
لا شئ غير محطات النعاس تضج بأصوات التثاؤب....  
وأنا أتشبث بالنافذة .. لا ألمح للنجوم وهجا ولا للقمر ضياءا .. 
فقط أترقب وصوله إلى محطة صباحك

*****

لا سبيل إلى نهارك سوى ليل طويل يؤنسنى فيه صدى صوت ضحكاتك وبقايا رائحة عطرك تملأ أرجاءه

*****

أح ب ك .... عندما تخرج من بين شفتاى .. 
تطير الألف آهات شوقا اليك .. 
والحاء حنان يغمر كل الكون .. 
والباء بهجة ترتسم على وجوه كل البشر .. 
 أما الكاف كفانى من بين رجال العالم وجودك أنت
من حروف لغات الدنيا تكفينى فقط تلك الحروف الأربعة
أح ب ك

*****

يأتى المساء
ورغم رحيلك
أسرع لأحمل طيفك فى أحضانى
وأتنفس رائحة عطرك على كف يدى
وأصنع من باقة زهورك وسادة لى
لتعود لى فى حلم
أحبك فيه أكثر
وأشتاق إلى نهارك
أكثر وأكثر

*****

سهرت الليل أنادى بإسمه
فأمطرت السماء حروفا من نور
ألف وحاء وباء وكاف

*****

أتعجل الليل لأحلم بك
وأتعجل النهار حتى يتفسر الحلم
 
*****

لم تسطع الشمس هذا الصباح
لكنى رسمت صورتك على زجاج نافذتى

*****


تحـــرر دميـــــة





لا تندهش ...

فأنا هى ... ألا تعرفنى؟؟!!!

أنا هى ...

بعد أن  خلعت عنى رداء سجنك

و أخرجت أجنحتى المخبأة تحت جلدى  خوفا من أن تنتزعها منى

و حررت شعرى من جدائلك

و كحلت عيونى بالفرح

و خضبت بالابتسامة شفاهى

أنا هى.. التى قررت العودة من الزمن البعيد

مسحت عن وجهها ملامح رسمتها أنت

محت من ذاكرتها كلمات لقنتها اياها أنت

نفضت عن روحها غبار كهفك

مزقت خيوط تحكمك

هى أنا  .. التى قررت أن تستعيدنى منك

سأخرج من قفصك عصفورة جديدة

أفرد أجنحتى وأطير من جديد

لتعطر نسائم الحرية ريشاتى

سأشرع أحضانى للدنيا من جديد

لتعود الألوان إلى حياتى

سأنزع فتيل الحب من قلبى

سيعود صوتى ليصدح من جديد بعد ان ظل حبيسا لحنجرتى

سأستعيد نشوة احساس السير تحت المطر

وملمس رمال البحر الباردة

وشجن صوت نداء الكروان

فقد عادت الروح إلى الدمية من جديد

استعاذت بقوتها من لعنة تعويذتك

والآن عليك أن تبحث عن دمية جديدة ... تحولها الى مسخ آخر جديد


مقدمة ( 1 ) .... بقلم الكاتب والروائى عبد الهادى زيدان

خلود السيد قلم غض..مدهش..متدفق..يتقن التامل ويبحر في الأنفس و يعزف علي وتر الحياة راغباً في كسر لوحة رتابتها وتضميد ما ألم بها من جروح والغناء علي شواطئها المهمومة ألقاً وبهاءاً وترنماً...خواطرها إبتهالات عشق صوفي محب للحياة وراغب في التصالح معها..أفكارها بعثرات نفس باحثة عن روح الحياة المفعمة بالغربة تارة وبالإغتراب تارة أخرى .... تعرف قيمة الكلمة ..تتآلف معها.... تصاحبها..تعانقها... تلامس من خلالها السماء..أمنياتها بسيطة ...ثائرة و هادئة كموج البحر... الحب في خواطرها وقصصها القصيرة واحة إسترخاء ومتكأً للإرتياح وقيثارة تملأ الكون أنغاما فتتبدل معه الفصول.......هو لحظات إحتواء للنفس ولمن إقترب منها .. لحظة تذيب الأنا وتستبعد الأنانيه وترتقى بالأنفس ندية ومشاطرة وتقاسم حتي لخبز الأسي ونزع للأقنعة وترفق متصافي .... هو كتابة علي جدران القلب وسكن في محراب الهوي وأوراد في ملكوت الوجد ووأد لنظرات أحادية الجانب وخضوع متشامخ وإستسلام متسامي وتباريح تقض مضاجع الرحيل وصمت متكلم ووهم بطعم الحقيقة.. كتاباتها تمزج الحلم بالواقع وتعكس مرآة القلوب وتخاصر الوحدة وتلوذ بالأساطير وتسكن الحنين وتحار في قدرية الوجود وتداعب الأحلام المؤجلة وحق الوجود مستصرخة روح الانسان التي تأبى أن تكون ألعوبة في زمن تساقطت فيه الكثير من الأقنعة... كتاباتها تحتاج منا لمزيد من التأمل لقلم لا يتوقف عن الجريان ....


مقدمة( 2 ) .. كتاب تباريح - بقلم الكاتب والروائى أسامة الشاذلى

صاحبة هذا الكتاب ليست كاتبة محترفة، تستخدم أنماطاً وقوالب معروفة للكتابة... فقط هي قلب يكتب، ينبض فيكتب، يجعله الحزن بطيئاً ينثر حروفاً تحمل بين طياتها الآلم والجرح، يجعل الفرح نبضه يتسارع، يقفز القلب ويشكل من الحروف بالونات وزهور تغزل إبتسامات لا متناهية على روح قارئها.
كتاب (تباريــح) "حين تتكلم النساء" كتاب مختلف تحمل كل أقسامه إحساسا أنثوياً خاصاً، ترويه إمرأة شرقية عاشت كل ما عاشته المرأة الشرقية من جور وتعسف فتحدثت فتحت قلبها وقالت ما فيه، شهرزاد أخرى في القرن الـ21 تروى لنا ما فعله شهريار من خلال ألف إحساس وإحساس هذه المرة. ولكنها في النهاية لم تنجو من السياف، ولكنها ستذبح الصمت وتمثل بجثته بين صفحات كتابها لأنها قررت الكلام.
متحيزاً أنا للكتاب وما يحويه تحيزى لوليد حضرت ميلاده وعشت لحظاته الأولى، قد لا أكون من عشاق التصنيف النوعي للأدب ما بين ذكوري ونسائي، لهذا لا أعتبر شهرزادنا هذه المرة تقدم كتاباً للمرأة، بل كتاباً للرجل أيضاً يكتشف فيه كثيراً مما غاب عنه في تفاصيل النساء، يعرف مجهولاً وضعته الكاتبة خلود السيد بين أيدينا دون مجهوداً نبذله سوى القراءة، أسراراً ومشاعر بذلت فيها عمراً بالكامل ، لتبث لنا فيه تباريحها، وتتحدث النساء علهن لا يصمتن بعد الآن.

مقدمة ( 3 ) .. لم تنشر - بقلم عزة عميرة

صديقتى هى ورفيقة عمرى...كل ما أعرفه عنها انها قلب ينبض بالحب.. أنها جارة القمر ...فيروزية النزعه...مقاتلة...لا تستسلم لحزن لا ترتكن عندما تمر بها سحابات الإكتئاب دائما أبدا هى تقف أمام كل تحديات الزمن...مشرقه دائما ....متحديه كل العثرات.....هى صديقتى خلود السيد.. قلمها فاجأنى منذ نحو العام وكأنى لم أعرفها من قبل هى كما هى ولكن مابين خلجاتها أصبح فى سطور مقرؤه.....قرأت وأدمنت قلمها فوجدتنى أحبها ولن أكتفى ....دائماً أفكارها متفردة ولم أجد أبداً لها أفكار مبعثرة....هى دائما باحثة عن وطن ووطنها هو محراب حبها...تجدد أمنياتها صباحاً ومساءً ...باعثة الأمل أو مرسله لحن حزن أو حضن دافىء بين الكلمات.....تشعر وانت تقرأ لها...أنك ترغب فى التوسل لها قبل الرحيل أن تعاود مرات ومرات ...لنعايش رسائل حبها ونغوص فى عمق قصائدها....وتصمت احيانا أخرى وانت تقرأ وتتوقف الأنفاس.....جريئه هى فى التعبير عن أحاسيس المرأة وكأنها أخذت توكيل عام من نساء الكون لكى تعبر عما بداخلهن مسقطه بذلك كل الأقنعه...وفى غفلة منا أدمناها فتمرض هى به فنمرض نحن بها....نعتنق معها كل تعاليم حبها ربما نجد فى قلبها مكان....تكشف لنا حتى عن أحلامها المؤجلة...وتسرد لنا قصة يتمها الذى ولى بتوليه هو عرش قلبها...أنه فارسها الذى يعيب كل الرجال انهم ليس هو......وبعد قد تظن انك قرأتها...ولكن هيهات فلا زال بداخلها صرخات وحكايات مع المرايات.....وحكايات تمت واخرى لم تتمأنها حقا وهمٌ بطعم الحقيقه ...ورغم كونها حقيقه ملموسه فى حياتى أكاد أشعر أحيانا أنها وهما من كثرة ما لديها من طاقات واحلام لم تكتمل بعد ...صديقتى الفيروزيه الشجيه القويه الناعمه الحالمه المتصالحه مع واقعها...الصانعه عالمها والمحققه أمنياتها...والمقاتلة .... الآن أصبح للحب خلود ...