أزرق

 

ومع إنسياب سحر نغمات موسيقى فالس الدانوب الأزرق  إلى نفسى ..
وأثناء عبثى بتمائمى الزرقاء التى أرتديها على صدرى خوفا من أن أفقدك فى يوم ما..
تطلعت من بين ستائر نافذتى الزرقاء إلى سماء الصبح الصافية ..
وفجأة تنبهت .. وتلفت حولى .. واندهشت ..
ولك أن تعلم أن متعة الاحساس بالدهشة قد تفوق أحيانا متعة الاحساس بالحب
فوجدتنى أحبك لدرجة أدهشتنى !!!!
فقد غمر حياتى اللون الأزرق
نعم .. إنه الأزرق .. لون حبك
وتساءلت ..
ألأنك كالبحر؟؟
فى سكونه وثورته .. حنانه وقسوته
ألأنك مثله تحتويتى فتقصينى .. تدنو لتبتعد؟؟
أم لأنك مثل السماء فى بعدها؟؟
فى صفائها أحيانا وغيمها أحيانا أكثر؟؟
لا يهم
حبيبى .. فلتعانقنى
كما تعانق السماء أفق البحر
وليكن لون حبك .. أزرق



الرقصــة الأخيــرة






كانت ليلة عادية .. كسابقتها من ليالى الوحدة
 تجلس على مقعدها الهزاز تتصفح جريدة قديمة اصفر ورقها
فقد توقف الزمن عندها منذ رحيله
أبت أن تعرف ماذا يحدث فى العالم من بعده


من خلف نظارتها
نظرت اليه يقف صامدا ... صامتا فى ركن الغرفة النصف مظلمة
فاتحا ذراعه ينظر اليها متسائلا :
وما ذنبى أنا؟؟ ..
ان كان هو قد رحل .. فأنا موجود .. وباق للأمد
خلعت النظارة وانتبهت .. أحقا ما سمعت
هل كان يتحدث اليها فعلا؟؟

بتردد وخطوات بطيئة
اقتربت منه
أخذت تتحسسه بشوق
 ثم جلست أمامه
وبأنامل مرتعشة لامست أصابعه
تنبهت إلى أنها أصبحت تشبهه
أبيض .. وأسود
هكذا هو .... وهكذا أصبحت حياتها بعد الرحيل
خالية من الألوان

بحذر شديد مرت باصابعها فوق اصابعه
فخرج النغم باكيا
اعتدلت فى جلستها
أغمضت عينيها وسافرت فى لحظات عبر الزمن
ثم بدأت تنقر على اصابعه من جديد
لحنهما المفضل
خرج النغم راقصا ضاحكا هذه المرة
لأول مرة منذ اعوام رقص قلبها داخل ضلوعها
فتحت عينيها فاذا بالألوان تكسو الجدران
والورود تتفتح فى الاصص
والكروان يأتى ليسكن نافذتها


وقفت واخذت ترقص
وتدور .. وتدور
واللحن مستمر
وهى ترقص وترقص
لتجده يسكنها احضاته
ويكملا معا الرقصة


***************

كسر الجيران باب شقتها
بعد ان ظل صوت البيانو مستمرا دون توقف ثلاث ايام متتالية
مما اضطرهم لابلاغ الشرطة وكسر الباب
دخلوا .. ليجدوا البيانو يعزف لحنها المفضل
وهى جالسة على مقعدها الهزاز دون حراك تحمل صورته
مبتسمـــــة


 



مقدمة ( 1 ) .... بقلم الكاتب والروائى عبد الهادى زيدان

خلود السيد قلم غض..مدهش..متدفق..يتقن التامل ويبحر في الأنفس و يعزف علي وتر الحياة راغباً في كسر لوحة رتابتها وتضميد ما ألم بها من جروح والغناء علي شواطئها المهمومة ألقاً وبهاءاً وترنماً...خواطرها إبتهالات عشق صوفي محب للحياة وراغب في التصالح معها..أفكارها بعثرات نفس باحثة عن روح الحياة المفعمة بالغربة تارة وبالإغتراب تارة أخرى .... تعرف قيمة الكلمة ..تتآلف معها.... تصاحبها..تعانقها... تلامس من خلالها السماء..أمنياتها بسيطة ...ثائرة و هادئة كموج البحر... الحب في خواطرها وقصصها القصيرة واحة إسترخاء ومتكأً للإرتياح وقيثارة تملأ الكون أنغاما فتتبدل معه الفصول.......هو لحظات إحتواء للنفس ولمن إقترب منها .. لحظة تذيب الأنا وتستبعد الأنانيه وترتقى بالأنفس ندية ومشاطرة وتقاسم حتي لخبز الأسي ونزع للأقنعة وترفق متصافي .... هو كتابة علي جدران القلب وسكن في محراب الهوي وأوراد في ملكوت الوجد ووأد لنظرات أحادية الجانب وخضوع متشامخ وإستسلام متسامي وتباريح تقض مضاجع الرحيل وصمت متكلم ووهم بطعم الحقيقة.. كتاباتها تمزج الحلم بالواقع وتعكس مرآة القلوب وتخاصر الوحدة وتلوذ بالأساطير وتسكن الحنين وتحار في قدرية الوجود وتداعب الأحلام المؤجلة وحق الوجود مستصرخة روح الانسان التي تأبى أن تكون ألعوبة في زمن تساقطت فيه الكثير من الأقنعة... كتاباتها تحتاج منا لمزيد من التأمل لقلم لا يتوقف عن الجريان ....


مقدمة( 2 ) .. كتاب تباريح - بقلم الكاتب والروائى أسامة الشاذلى

صاحبة هذا الكتاب ليست كاتبة محترفة، تستخدم أنماطاً وقوالب معروفة للكتابة... فقط هي قلب يكتب، ينبض فيكتب، يجعله الحزن بطيئاً ينثر حروفاً تحمل بين طياتها الآلم والجرح، يجعل الفرح نبضه يتسارع، يقفز القلب ويشكل من الحروف بالونات وزهور تغزل إبتسامات لا متناهية على روح قارئها.
كتاب (تباريــح) "حين تتكلم النساء" كتاب مختلف تحمل كل أقسامه إحساسا أنثوياً خاصاً، ترويه إمرأة شرقية عاشت كل ما عاشته المرأة الشرقية من جور وتعسف فتحدثت فتحت قلبها وقالت ما فيه، شهرزاد أخرى في القرن الـ21 تروى لنا ما فعله شهريار من خلال ألف إحساس وإحساس هذه المرة. ولكنها في النهاية لم تنجو من السياف، ولكنها ستذبح الصمت وتمثل بجثته بين صفحات كتابها لأنها قررت الكلام.
متحيزاً أنا للكتاب وما يحويه تحيزى لوليد حضرت ميلاده وعشت لحظاته الأولى، قد لا أكون من عشاق التصنيف النوعي للأدب ما بين ذكوري ونسائي، لهذا لا أعتبر شهرزادنا هذه المرة تقدم كتاباً للمرأة، بل كتاباً للرجل أيضاً يكتشف فيه كثيراً مما غاب عنه في تفاصيل النساء، يعرف مجهولاً وضعته الكاتبة خلود السيد بين أيدينا دون مجهوداً نبذله سوى القراءة، أسراراً ومشاعر بذلت فيها عمراً بالكامل ، لتبث لنا فيه تباريحها، وتتحدث النساء علهن لا يصمتن بعد الآن.

مقدمة ( 3 ) .. لم تنشر - بقلم عزة عميرة

صديقتى هى ورفيقة عمرى...كل ما أعرفه عنها انها قلب ينبض بالحب.. أنها جارة القمر ...فيروزية النزعه...مقاتلة...لا تستسلم لحزن لا ترتكن عندما تمر بها سحابات الإكتئاب دائما أبدا هى تقف أمام كل تحديات الزمن...مشرقه دائما ....متحديه كل العثرات.....هى صديقتى خلود السيد.. قلمها فاجأنى منذ نحو العام وكأنى لم أعرفها من قبل هى كما هى ولكن مابين خلجاتها أصبح فى سطور مقرؤه.....قرأت وأدمنت قلمها فوجدتنى أحبها ولن أكتفى ....دائماً أفكارها متفردة ولم أجد أبداً لها أفكار مبعثرة....هى دائما باحثة عن وطن ووطنها هو محراب حبها...تجدد أمنياتها صباحاً ومساءً ...باعثة الأمل أو مرسله لحن حزن أو حضن دافىء بين الكلمات.....تشعر وانت تقرأ لها...أنك ترغب فى التوسل لها قبل الرحيل أن تعاود مرات ومرات ...لنعايش رسائل حبها ونغوص فى عمق قصائدها....وتصمت احيانا أخرى وانت تقرأ وتتوقف الأنفاس.....جريئه هى فى التعبير عن أحاسيس المرأة وكأنها أخذت توكيل عام من نساء الكون لكى تعبر عما بداخلهن مسقطه بذلك كل الأقنعه...وفى غفلة منا أدمناها فتمرض هى به فنمرض نحن بها....نعتنق معها كل تعاليم حبها ربما نجد فى قلبها مكان....تكشف لنا حتى عن أحلامها المؤجلة...وتسرد لنا قصة يتمها الذى ولى بتوليه هو عرش قلبها...أنه فارسها الذى يعيب كل الرجال انهم ليس هو......وبعد قد تظن انك قرأتها...ولكن هيهات فلا زال بداخلها صرخات وحكايات مع المرايات.....وحكايات تمت واخرى لم تتمأنها حقا وهمٌ بطعم الحقيقه ...ورغم كونها حقيقه ملموسه فى حياتى أكاد أشعر أحيانا أنها وهما من كثرة ما لديها من طاقات واحلام لم تكتمل بعد ...صديقتى الفيروزيه الشجيه القويه الناعمه الحالمه المتصالحه مع واقعها...الصانعه عالمها والمحققه أمنياتها...والمقاتلة .... الآن أصبح للحب خلود ...