تباريح ليــل







لماذا كلما افتقدتك أهرع لأرمى بنفسى بين أحضان رسائلك القديمة لتحتوينى؟
أكاد أجزم أننى أرى وجهك يطل من بين سطورها ..
و أسمع صوتك يتلو كلماتها ..
وأتنسم عطرك من بين وريقاتها
هو الجنون بك .. أعلم ذلك
لكنه الجنون هو ما جمعنا فى بادئ الأمر

****************

إحتوينى جيدا .. ضم أصابعك كفيك
أخشى أن أتسرب وأنساب من بينها أنهار حب
لا تستطيع جمعها مرة أخرى

****************

ولا زالت أوتار الحنين تنتظر أناملك .. ونايات الاشتياق تنتظر أنفاسك .. 
ودفوف الوحشة تنتظر كفيك
فوحدك أنت من تجيد عزف لحن الهوى
صمت مطبق كصمت القبور يلفنى .. 
لا يشقه إلا أنين إنتظارك

***********************

فى مواسـم جدب المشاعــر
كِسـرة حب مغموسة ببعض اللهفة .. تكفى لسد رمق الحنين






على مشارف الذكرى










يظل التعامل مع التقويم عادة يومية  ..

بحركة تلقائية يوميا أقوم بقطع يوم من العمر !! ..

أوراق وأيام وعمر ينقضى ..

فكرة انتقاص يوم من حياتى يوميا لا تقلقنى ..

فكل يوم هو ميلاد جديد .. وكل يوم يأتى جديداً ..

لكن .. 

فى مثل هذه الأيام من كل عام ..

تمتد يدى مرتعشة للتقويم ..  فمع تساقط أوراقه .. تتساقط دموعى

فتلك الأوراق المتساقطة ما هى الا خطوات تأخذنى حثيثا نحو الذكرى

وكأنى قد نسيت .. !!  

فى مثل هذه الأيام من كل عام ..

تفتح مغارات النسيان ..

تخرج خفافيش الحزن ..

تنعق غربان الوحشة ...

أقف هذه الأيام على مشارف الذكرى ..

فى مثل هذه الأيام  يحيا الجرح .. ويفتح من جديد ..

يخرج قيح سنين من الفراق .. فالجرح لم يندمل بعد ..

فأجدنى أفتقده حد الوجع .. وأشتاقه حد الموت ..

فى مثل هذه الأيام ..

تستيقظ الذكريات من سبات عام بأكمله .. كماردٍ جائع نهم

لتقتات على قلبى المتهالك من الحزن ...

فى مثل هذه الأيام .. ومنذ واحد وعشرون عاماً ..

فقدت حضناً .. ملاذاً .. حناناً .. وأماناً

فقدت روحاً مرحة ..  عقلاً راجحاً.. وقلباً من ذهب

فقدت دفئاً ..  ظلاً .. وعطاءاً

فقدت أباً .. أخاً .. صديقاً .. وحبيباً


وها أنـا ... وأنـا أقف على مشارف الذكرى أقول:
رحمك اللـه يا أبـــى ..







مخنــوق الكـلام











قلبى يختنق بالكلام
يتحول نهر المشاعر فى قلبى إلى فيض من الحروف
تتبعثر وتتناثر .. كل حرف تائه يبحث عن آخر يصلح لأن يكونا معا كلمة ذات معنى
تتصارع الكلمات بداخلى .. أيها يخرج أولا
أهى الكلمات التى تهيم فيك حبا ..؟
أم تلك التى تنقض على رأسك لوما..؟
أأصرخ فيك أحتاجك ..؟
أم أستحلفك أن تبتعد ..
هل أبوح لك ؟ أم .. أشكو منك؟
منذ التقينا وأنا أعيش معك الأمل ... والألم
تختلط مشاعرى ما بين الفرح ...والحزن
أتأرجح على حبال الوصال .. والهجر
وتتدافع الكلمات .... تشكلها الأحاسيس
ليكتظ بها قلبى
أمواج ثائرة من المعانى .. دوامات من الحيرة
ثم تأتى كلماتك ...
" أفتقدك .. لا تبتعدى" ..!!!
فتسكن الأمواج .. 
ويهدأ القلب .. 
وتتعانق الكلمات لتحتضنك 
فتتحرر منها كلمتان فقط .... "وأنت أيضا" !


مقدمة ( 1 ) .... بقلم الكاتب والروائى عبد الهادى زيدان

خلود السيد قلم غض..مدهش..متدفق..يتقن التامل ويبحر في الأنفس و يعزف علي وتر الحياة راغباً في كسر لوحة رتابتها وتضميد ما ألم بها من جروح والغناء علي شواطئها المهمومة ألقاً وبهاءاً وترنماً...خواطرها إبتهالات عشق صوفي محب للحياة وراغب في التصالح معها..أفكارها بعثرات نفس باحثة عن روح الحياة المفعمة بالغربة تارة وبالإغتراب تارة أخرى .... تعرف قيمة الكلمة ..تتآلف معها.... تصاحبها..تعانقها... تلامس من خلالها السماء..أمنياتها بسيطة ...ثائرة و هادئة كموج البحر... الحب في خواطرها وقصصها القصيرة واحة إسترخاء ومتكأً للإرتياح وقيثارة تملأ الكون أنغاما فتتبدل معه الفصول.......هو لحظات إحتواء للنفس ولمن إقترب منها .. لحظة تذيب الأنا وتستبعد الأنانيه وترتقى بالأنفس ندية ومشاطرة وتقاسم حتي لخبز الأسي ونزع للأقنعة وترفق متصافي .... هو كتابة علي جدران القلب وسكن في محراب الهوي وأوراد في ملكوت الوجد ووأد لنظرات أحادية الجانب وخضوع متشامخ وإستسلام متسامي وتباريح تقض مضاجع الرحيل وصمت متكلم ووهم بطعم الحقيقة.. كتاباتها تمزج الحلم بالواقع وتعكس مرآة القلوب وتخاصر الوحدة وتلوذ بالأساطير وتسكن الحنين وتحار في قدرية الوجود وتداعب الأحلام المؤجلة وحق الوجود مستصرخة روح الانسان التي تأبى أن تكون ألعوبة في زمن تساقطت فيه الكثير من الأقنعة... كتاباتها تحتاج منا لمزيد من التأمل لقلم لا يتوقف عن الجريان ....


مقدمة( 2 ) .. كتاب تباريح - بقلم الكاتب والروائى أسامة الشاذلى

صاحبة هذا الكتاب ليست كاتبة محترفة، تستخدم أنماطاً وقوالب معروفة للكتابة... فقط هي قلب يكتب، ينبض فيكتب، يجعله الحزن بطيئاً ينثر حروفاً تحمل بين طياتها الآلم والجرح، يجعل الفرح نبضه يتسارع، يقفز القلب ويشكل من الحروف بالونات وزهور تغزل إبتسامات لا متناهية على روح قارئها.
كتاب (تباريــح) "حين تتكلم النساء" كتاب مختلف تحمل كل أقسامه إحساسا أنثوياً خاصاً، ترويه إمرأة شرقية عاشت كل ما عاشته المرأة الشرقية من جور وتعسف فتحدثت فتحت قلبها وقالت ما فيه، شهرزاد أخرى في القرن الـ21 تروى لنا ما فعله شهريار من خلال ألف إحساس وإحساس هذه المرة. ولكنها في النهاية لم تنجو من السياف، ولكنها ستذبح الصمت وتمثل بجثته بين صفحات كتابها لأنها قررت الكلام.
متحيزاً أنا للكتاب وما يحويه تحيزى لوليد حضرت ميلاده وعشت لحظاته الأولى، قد لا أكون من عشاق التصنيف النوعي للأدب ما بين ذكوري ونسائي، لهذا لا أعتبر شهرزادنا هذه المرة تقدم كتاباً للمرأة، بل كتاباً للرجل أيضاً يكتشف فيه كثيراً مما غاب عنه في تفاصيل النساء، يعرف مجهولاً وضعته الكاتبة خلود السيد بين أيدينا دون مجهوداً نبذله سوى القراءة، أسراراً ومشاعر بذلت فيها عمراً بالكامل ، لتبث لنا فيه تباريحها، وتتحدث النساء علهن لا يصمتن بعد الآن.

مقدمة ( 3 ) .. لم تنشر - بقلم عزة عميرة

صديقتى هى ورفيقة عمرى...كل ما أعرفه عنها انها قلب ينبض بالحب.. أنها جارة القمر ...فيروزية النزعه...مقاتلة...لا تستسلم لحزن لا ترتكن عندما تمر بها سحابات الإكتئاب دائما أبدا هى تقف أمام كل تحديات الزمن...مشرقه دائما ....متحديه كل العثرات.....هى صديقتى خلود السيد.. قلمها فاجأنى منذ نحو العام وكأنى لم أعرفها من قبل هى كما هى ولكن مابين خلجاتها أصبح فى سطور مقرؤه.....قرأت وأدمنت قلمها فوجدتنى أحبها ولن أكتفى ....دائماً أفكارها متفردة ولم أجد أبداً لها أفكار مبعثرة....هى دائما باحثة عن وطن ووطنها هو محراب حبها...تجدد أمنياتها صباحاً ومساءً ...باعثة الأمل أو مرسله لحن حزن أو حضن دافىء بين الكلمات.....تشعر وانت تقرأ لها...أنك ترغب فى التوسل لها قبل الرحيل أن تعاود مرات ومرات ...لنعايش رسائل حبها ونغوص فى عمق قصائدها....وتصمت احيانا أخرى وانت تقرأ وتتوقف الأنفاس.....جريئه هى فى التعبير عن أحاسيس المرأة وكأنها أخذت توكيل عام من نساء الكون لكى تعبر عما بداخلهن مسقطه بذلك كل الأقنعه...وفى غفلة منا أدمناها فتمرض هى به فنمرض نحن بها....نعتنق معها كل تعاليم حبها ربما نجد فى قلبها مكان....تكشف لنا حتى عن أحلامها المؤجلة...وتسرد لنا قصة يتمها الذى ولى بتوليه هو عرش قلبها...أنه فارسها الذى يعيب كل الرجال انهم ليس هو......وبعد قد تظن انك قرأتها...ولكن هيهات فلا زال بداخلها صرخات وحكايات مع المرايات.....وحكايات تمت واخرى لم تتمأنها حقا وهمٌ بطعم الحقيقه ...ورغم كونها حقيقه ملموسه فى حياتى أكاد أشعر أحيانا أنها وهما من كثرة ما لديها من طاقات واحلام لم تكتمل بعد ...صديقتى الفيروزيه الشجيه القويه الناعمه الحالمه المتصالحه مع واقعها...الصانعه عالمها والمحققه أمنياتها...والمقاتلة .... الآن أصبح للحب خلود ...